أسباب تأخر البلوغ عند الفتيات والأعراض

تأخر البلوغ عند الفتيات من الأمور التى تثير القلق لدى العديد من الفتيات وآبائهن, حيث أن بلوغ الفتيات يحدث عادة ما بين سن 12-15 عاما, ويعد تأخره عن هذه السن من الظواهر غير الصحية التى ربما تدل على وجود مشكلة فى تطور نمو الفتاة أو فى صحتها العامة, أو مشكلة تهدد قدرتها على أن تصبح أما فيما بعد.
فى هذا الموضوع من موضوعاتنا فى دكتور كشكول سنتعرض لأهم اسباب تأخر البلوغ عند الفتيات, وما يجب فعله عند حدوثه.
البلوغ عند الفتيات
البلوغ عند الفتيات لا يبدأ بنزول الدورة الشهرية كما يعتقد غالبية الناس, ولكنه يبدأ بظهور علامات البلوغ الظاهرية على الفتاة, والتى تتمثل فى:
- بداية بروز الثديين.
- بداية بروز الأرداف واستدارة الكتفين.
- تحول صوت الفتاة من الصوت الطفولى غير المميز إلى صوت أنثوي.
- نمو الشعر فى منطقة العانة.
- زيادة طول القامة.
- تغيرات نفسية حيث تبدو الفتاة أكثر هدوءا.
ثم تؤدى كل تلك التطورات إلى المرحلة التالية, وهى نزول الدورة الشهرية, والذى عادة ما يحدث فى سن ما بين 12-15عاما, وتختلف سن نزول الحيض من فتاة إلى أخرى تبعا لصفاتها الوراثية وبنيتها الجسمانية, فقد يحدث قبل سن 12 فى الكثير من الفتيات فقد يحدث فى عمر الثامنة, وقد يتأخر إلى 16 فى بعض الفتيات.
اعراض تأخر البلوغ عند الفتيات
تأخر البلوغ عند الفتيات يعنى ظهور أعراض تشير إلى تأخر بلوغهن عن المعتاد مثل:
- عدم بروز الثديين حتى عمر13 عاما.
- عدم نمو شعر العانة.
- قصر قامة الفتاة عن المناسب لسنها وصفاتها الوراثية, أو بمعنى أكثر دقة عدم زيادة طول الفتاة مع تقدم سنها.
- عدم بروز الردفين وعدم اتساع الحوض.
- تأخر نزول الدورة الشهرية عن سن16.
- عند فحص الفتاة يتضح صغر عمر العظام عن عمر الفتاة الفعلى.
ومن الجدير بالذكر أن أعراض تأخر البلوغ تختلف من فتاة إلى أخرى, وقد يظهر بعضها دون البعض الآخر, وقد لا يظهر منها إلا عدم نزول الدورة الشهرية, أى أنه فى الكثير من الحالات تكون مظاهر البلوغ الظاهرية واضحة لدى الفتاة, ولكن الدورة الشهرية لم تحدث, ولهذا يعتبر غالبية الناس أن تأخر بلوغ الفتاة هو تأخر نزول الدورة الشهرية عن سن 16 عاما, بغض النظر عن أي مظاهر أخرى للبلوغ.
اسباب تأخر البلوغ عند الفتيات
لتأخر البلوغ عند الفتيات أسباب متعددة ما بين المرضية والوراثية, نستعرض منها هذه الأسباب:
العامل الوراثي
عادة ما تصل الفتاة إلى سن البلوغ فى نفس السن الذى وصلت فيها أمها إليه, وعادة ما تتشابه البنات من نفس العائلة فى سن البلوغ لديهن, فإذا كانت الأم قد تأخرت فى البلوغ إلى سن 14 أو ما بعدها, فغالبا سيحدث نفس الشىء لبناتها, ولكن فى هذه الحالة يستكمل البلوغ مراحله الطبيعية بشكل عادى, فيما عدا أنه يتأخر قليلا ليس أكثر.
النحافة الشديدة
حين يقل وزن الفتاة عن 40 كيلوجرام فى سن البلوغ, مع كون طول قامتها طبيعيا ومماثلا لقريناتها, فقد يسبب ذلك تأخر البلوغ بسبب قلة كمية الدهون لدى الفتاة مما يؤثر فى عمل الهرمونات الأنثوية ويتسبب فى تأخر البلوغ.
وقد تحدث النحافة بسبب سؤ التغذية أو إصابة الفتاة بمرض البوليميا أو فقدان الهشية العصبي, وهى أمرض نفسية تؤدى إلى تجويع الفتاة لنفسها خشية من زيادة وزنها, فتصاب بنحافة شديدة.
كما أن ممارسة بعض الرياضات التى تتطلب دعما لللاعبات بالهرمونات الذكرية أحيانا لزيادة حجم وقوة وتحمل العضلات, كرياضات الجمباز والعاب القوى قد يتسبب فى تأخر بلوغ الفتيات.
غشاء البكارة المغلق
من الطبيعي أن يحتوى غشاء البكارة على فتحة أو أكثر لتسمح بمرور دماء الدورة الشهرية عند وصول الفتاة إلى سن البلوغ, ولكن فى بعض الحالات يكون الغشاء مغلقا تماما بلا أية فتحات, فتصل الفتاة إلى سن البلوغ وتبدأ الدورة الشهرية ولكن الدماء لا تخرج, وفى تلك الحالة تشكو الفتاة من آلام البطن وأسفل الظهر وخاصة فى موعد حدوث الدورة الشهرية, وبمرور الوقت يزداد الإحتقان وقد تصاب الفتاة بمضاعفات خطيرة نتيجة تراكم دماء الدورة الشهرية وعدم خروجها.
العيوب الخلقية فى الجهاز التناسلي
بعض العيوب الخلقية كالرحم الطفولى أو عدم وجود الرحم مطلقا أوعدم نمو المبيضين بشكل صحيح أو قلة إفرازاهما للهرمونات التناسلية أو انسداد عنق الرحم تعوق حدوث البلوغ.
أمراض المناعة الذاتية
قد تؤدى بعض أمراض المناعة الذاتية إلى استهداف جهاز المناعة للغدد التناسلية أو حدوث قصور فى إفراز الهرمونات المحفزة للجهاز التناسلى مثل مرض أديسون أو هاشيموتو.
الأمراض الوراثية
مثل متلازمة داون ومتلازمة تيرنر.
بعض الأمراض الأخرى
- أورام الغدة النخامية.
- قصور الغدة النخامية.
- قصور الغدة الدرقية.
- الأنيميا الشديدة.
- مرض السكر.
- مرض التليف الكيسي.
- مرض كرون والتهاب الأمعاء.
- أمراض الكبد والكلى.
- العلاج الكيميائي والإشعاعي.
- تكيس المبيضين.
تشخيص اسباب تأخر البلوغ عند الفتيات
يقوم الطبيب بتشخيص اسباب البلوغ المبكر عند الفتيات بعدة وسائل منها ما يلى:
الفحص الإكلينيكي
حيث يقوم الطبيب بالإستماع إلى شكوى الفتاة وأخذ التاريخ المرضي للحالة والتاريخ العائلى والأدوية التى تتناولها والأمراض الحادة والمزمنة التى تعرضت لها أو تعانى منها, كما يقوم بقياس طول الفتاة ووزنها وملاحظة علامات البلوغ الظاهرة عليها.
الفحوص الإشعاعية
- الفحص بالموجات فوق الصوتية للبطن وتجويف الحوض.
- فحص عظم الرسغ بالأشعة السينية لتحديد العمر العظمى للمريضة.
- فحوص الأشعة المقطعية وأشعة الرنين المغناطيسى.
فحوص الدم
- قياس هرمونات المبيضين.
- قياس هرمونات الغدة الدرقية.
- قياس هرمونات الغدة النخامية.
- قياس هرمونات الغدة الكظرية.
- صورة الدم الكاملة.
وبعد إجراء الفحص الشامل للفتاة يتم تحديد سبب تأخر البلوغ لديها وما إذا كان يمكن علاجه عن طريق الهرمونات التعويضية أو النظام الغذائي أو المكملات الغذائية أو غير ذلك من طرق العلاج التى تتوقف على سبب الحالة.
أسئلة شائعة عن اسباب تأخر البلوغ عند الفتيات
تعتبر الفتاة تعانى من تأخر البلوغ إذا تأخر ظهور علامات البلوغ الظاهرية عن سن 13 وتأخر نزول الدورة الشهرية عن سن 16.
لا, فعلامات البلوغ الظاهرية قد تكون غير واضحة بسبب بنية جسم الفتاة, كالفتيات النحيفات أو زائدات الوزن منذ الطفولة, فطالما حدث الحيض لا تعتبر الحالة تأخر بلوغ.
الكثير من الحالات يمكن علاجها بعلاج أسبابها, ولكن هناك بعض الحالات تستعصى على العلاج كحالات انعدام وجود الرحم مثلا أو الأمراض الوراثية.
يتوقف هذا على اسباب تأخر البلوغ, فهناك حالات تساعدها الهرمونات على إحداث البلوغ بشكل طبيعي, وحالات أخري لا يمكن فيها إحداث البلوغ وتستعمل الهرمونات لتعويض جسم الفتاة بها ووقايتها من أعراض الإياس المبكروليس لمساعدة الإنجاب.
يتوقف هذا أيضا على اسباب حالة تأخر البلوغ, فهناك من تحتاج إلى العلاج لفترة مؤقتة يحدث بعدها البلوغ بشكل طبيعي, وهناك من تحتاج إلى الهرمونات التعويضية مدى الحياة.
يتم إحداث فتحة صناعية فى الغشاء تسمح بمرور دم الحيض مع منح الفتاة شهادة طبية تؤكد ذلك, ولا ينصح بترك الحالة بدون علاج لخطرها على قدرة الفتاة على الإنجاب وعلى حياة الفتاة نفسها.
فى حالة ظهور كافة علامات البلوغ على الفتاة ماعدا حدوث الحيض, مع معاناة الفتاة من آلام وأوجاع تتعلق بمنطقة الرحم وتجويف الحوض, كما أن الفحص الإكلينيكى وفحض أشعة الموجات فوق الصوتية يؤكد احتباس دماء الحيض خلف الغشاء المغلق.
على العكس تماما, فممارسة الفتاة للرياضة يدعم النمو الصحى للجسم بصفة عامة, ولكن على المدربين مراعاة الحفاظ على الوزن الصحى للفتيات الرياضيات وكذلك متابعة ما يتناولنه من مكملات بالفحص الطبى الدورى والتأكد من أنها فى الحدود الآمنة التى لا تؤثر على البلوغ أو غيره من وظائف الجسم.